ads
رئيس التحرير

انفجار بيروت.. مأساة يعيشها اللبنانيون

الخميس 06-08-2020 00:11

كتب: محمد كمال

استيقظ سكان العاصمة اللبنانية بيروت، صباح الأربعاء الخامس من أغسطس، على وطأة الصدمة المروعة، غداة الانفجار الهائل الذي شهدته منطقة مرفأ بيروت، وأسفر وفقًا لتقديرات الصليب الأحمر اللبناني حتى الآن عن مقتل مائة شخص، وحوالي أربعة آلاف جريح، وإلحاق دمار واسع بالعديد من المباني.

وقد عاش اللبنانيون لحظات مروعة، الثلاثاء الرابع من أغسطس، عندما هز انفجار قوي، قيل إنه رصد على مقياس ريختر لقياس قوة الزلازل، بقوة 4.5 درجة في وقت كانت فيه سحابات الدخان الأحمر، تلف سماء العاصمة اللبنانية.

ويبدو أن المثل القائل، بأن المصائب لا تأتي فرادي، ينطبق كثيرًا على حياة اللبنانيين هذه الأيام، إذ أن الانفجار المروع وما سيؤدي إليه من تداعيات على حياة الناس، جاء بعد أزمتين متتاليتين، نغصتا حياة اللبنانيين، هما الأزمة الاقتصادية، وأزمة كورونا التي زادتها سوءً، وأدت إلى انضمام عدد كبير من اللبنانيين، إلى طابور العاطلين عن العمل، في وقت تدهورت العملة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار الأمريكي.

ووفق ماقاله رئيس الوزراء اللبناني فإن 2750 طنًا من نيترات الأمونيوم، كانت مخزنة في مستودع بمرفأ بيروت، هي المسؤولة عن وقوع هذا ا لانفجار الهائل، وقد أثار ذلك استهجانًا وغضبًا من قبل اللبنانيين الذي تساءلوا عن كيف يتم تخزين هذه الكميات الكبيرة من المواد القابلة للانفجار، لمدة طويلة في ميناء مدني وقريب من مناطق سكنية، خاصةً بعد ما قيل عن أن هذه المواد مخزنة منذ عام 2014.

ووفقًا لمحافظ بيروت، فإن الانفجار أسفر عن تشريد حوالي 300 ألف شخص، في حين قدر الخسائر المادية التي أسفر عنها، بأنها تتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار، أما وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمه، فقد قال إن لدى بلاده احتياطيات من الحبوب تكفي فقط “لأقل من شهر”، بعد أن دمر الانفجار صومعة الحبوب الرئيسية بالبلاد.

غير أنه وفي ظل قتامة هذا الواقع الذي يعيشه اللبنانيون، جاء ذلك التضامن الواسع، على مستوى الشعوب والدول مع العاصمة اللبنانية في محنتها، كشعاع أمل يخفف من معاناة الناس خلال الأزمة، إذ امتلأت جنبات وسائل التواصل الاجتماعي، بعبارات الدعم للبنان وأهله من شعوب المنطقة العربية وشعوب العالم المختلفة، في حين انهالت عروض المساعدة والدعم، على بيروت من معظم العواصم العربية وعواصم العالم أيضًا.

ورغم قسوة التداعيات المتوقعة لانفجار بيروت الهائل على حياتهم المتضررة بالفعل بسبب أزمات متتالية، فإن اللبنانيين ينشغلون الآن بتضميد جراحهم وسط هذا العدد الكبير من القتلى والمرشح للتزايد، في ظل تصريحات مسؤولين لبنانيين، بأن هناك كثير من الجرحى حالات خطيرة، بينما يواصل رجال الإنقاذ محاولاتهم للعثور على ضحايا أو ناجين وسط الركام في مرفأ بيروت والمباني المدمرة.

ads

التعليقات مغلقة.