مشروع صرف صحي متعثر في فزارة يهدد كارثة بيئيةفزارة، القوصية – أسيوط

بقلم رجب حموده

تعثر المشروع وتداعيات التلوثمنذ انطلاق أعمال مشروع الصرف الصحي بقرية فزارة بمركز القوصية في عام 2021 كان الأمل معقودًا على تحسين نوعية الحياة والحد من التلوث. إلا أن هذا المشروع، الذي يُعد شريانًا للحياة النظيفة، قد توقف دون إنجاز كامل، ليظل معلقًا لأكثر من أعوام، ما دفع القرية إلى حافة أزمة بيئية وشيكة.كان التوقف المفاجئ في أعمال المشروع سببًا مباشرًا في لجوء الأهالي إلى حلول اضطرارية بالغة الخطورة، تمثلت في تصريف مياه الصرف الصحي داخل آبار ارتوازية جوفية عميقة.المياه الجوفية: وعاء مغلق من التلوثتتجاوز خطورة هذا الإجراء مجرد التلوث السطحي، لتصل إلى تهديد المخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية في المنطقة. إن خلط مياه الصرف الصحي بمياه الآبار العذبة يعني إدخال الملوثات والسموم مباشرة إلى “وعاء مغلق”.يشير الخبراء البيئيون إلى أن المياه الجوفية، على عكس الأنهار الجارية، لا يمكن تطهيرها بسهولة. فبمجرد تسرُّب التلوث إليها، يصبح إصلاحها عملية تستغرق عقودًا طويلة جدًا، إن لم يكن مستحيلاً على المدى القريب. وبذلك، تحول المشروع، الذي كان هدفه حماية البيئة، إلى مهدد رئيسي لصحة المواطنين ومستقبل المنطقة المائي، حيث ستعود هذه المياه الملوثة إلى الاستهلاك البشري.مطالب بفتح ملف المشروع ومراقبتهونظرًا للطبيعة الحرجة للموقف، يجدد الأهالي والمجتمع المدني مناشدتهم للسلطات التنفيذية والجهات الرقابية، مطالبين بما يلي:المحاسبة الفورية: فتح ملف التحقيق في أسباب تعثر وتوقف مشروع الصرف الصحي في فزارة منذ تاريخ البدء وحتى الآن.التفعيل والمتابعة: تحديد جدول زمني إلزامي ومُعلَن لاستئناف وإنجاز المشروع بشكل كامل، مع فرض رقابة ميدانية يومية على التنفيذ.حماية الثروة المائية: اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية احتياطي المياه الجوفية في صعيد مصر من التلوث الكيميائي والبكتيري الناتج عن التصريف العشوائي.إن تأمين مصدر مياه صالح للشرب ونظيف للمواطنين هو حق أساسي، وتأخير استكمال هذا المشروع يمثل تحديًا مباشرًا لهذا الحق، وتهديدًا لـ “كنز الوطن” المتمثل في المياه الجوفية.