ads
رئيس التحرير

صدفة بتجمعنا

الإثنين 27-07-2020 17:31



بقلمي: عبير مدين

رب صدفة خير من ألف ميعاد
مقولة متداولة على لسان الجميع نظرًا لأن لا يوجد شخص لم تلعب الصدفة دورًا في حياته
ففي الوقت الذي نعتقد فيه أن لدينا سيطرة على حياتنا سواء في حاضرها أو مستقبلنا، يقع ما لا نتوقعه وهو ما يسمى “صدفة”، حدث ما أو لقاء شخص لا نعرفه قد يغير كل ما كنا نفكر به ونخطط له.

الصدفة والقدر

عادةً ما يخلط الكثيرون بين القدر والصدفة، فالقدر هو ما كتبه الله وقدره على خلقه بقدرته وعلمه وحكمته، والإيمان بالقدر هو أحد أركان الإيمان التي لا يصح إيمان المرء دونه، أما الصدفة فهي جزء من قدر الله لكنها تأتي دونما توقّع من الشخص أو تخمين، ولذلك ينبغي ألا يتم الخلط بين المفهومين، فكل ما يحدث هو مقدور من الله، لكن منه ما يمكن توقع حدوثه ومنه ما يكون صدفةً لا أكثر.

يوجد للصدفة مفهومان:
ﻷول: المفهوم الفلسفي للصدفة ويسمى إصطلاحا ( الصدفة المطلقة).
الثاني: المفهوم العلمي للصدفة ويسمى إصطلاحا ( الصدفة النسبية).
فالمفهوم الفلسفي للصدفة ( الصدفة المطلقة ) المراد منه أن توجد حادثة بدون سبب، وهو مستحيل، ﻷن الحادث يحتاج في وجوده إلى المحدث وإلا صار وجوده واجبًا بالذات وهو خلاف كونه حادثا.

وأما المفهوم العلمي للصدفة (الصدفة النسبية) فالمراد منها أن يقترن شئ بشئ بدون أن يكون بينهما علية أو تسبيب واﻷمثلة على الصدفة النسبية كثيرة جدًا فمثلا يقترن إنقطاع التيار الكهربائي مع دخول صديقك إلى بيتك فهذا اﻹقتران مجرد صدفة نسبية وليس بين انقطاع التيار الكهربائي ودخول صديقك للبيت أي تسبيب وعلية، وهاتان الحادثتان لهما أسبابهما فإنقطاع التيار الكهربائي له سببه ودخول صديقك البيت له سببه، والصدفة بالمفهوم العلمي (الصدفة النسبية) غير مستحيلة عقلا…وقد يعبر عن الصدفة باﻹتفاق نقول صادف أو أتفق …وفي التقويمين الهجري والميلادي نقول المصادف أو الموافق إشارة إلى الصدفة النسبية
كذلك فإن بالبحث العلمي وباستخدام التقنية الحديثة
أظهرت صور الرّنين المغناطيسي بأن أجزاء من الدماغ تضيء مثل خيمة سينمائية عندما نمر في مرحلة أو تجربة رومانسية. لماذا؟ بسبب مكون يسمى “جرعة الحبَّ” أو “دوبامين” (وهو مادة مسبّبة للإدمان كتلك التي يطلقها تناول السكّرِ، النوم، العطش، والتبغ)، عندما يكون الشخص عاشقًا، يفرز الدماغ مادة الدوبامين ويزِيد إفراز “serotonin”، هورمون الغبطةَ، لذا كلما شعرت بالسعادة في تلك المرحلة كلما رغبت بالمزيد من هذه المشاعر. بالإضافة يفرز الجسم هرمون “oxytocin”، الذي يروج للشعور بالتواصل العاطفي.

تفسير الصدفة في علم النفس

علم النفس يرى أن عقلك أشبه بالمغناطيس الذي يجذب كل ما تفكر فيه نحوك، فمثلما يجذب المغناطيس الأشياء المصنوعة من الحديد ومشتقاته، يوجد في عقلك مغناطيس شبيه به، ولكنه يجذب تلك الأشياء التي تفكر فيها.

ads

التعليقات مغلقة.