ads
رئيس التحرير

أنفعهم للناس

السبت 11-02-2023 20:27

كتب د / ابراهيم فرج

أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس جملة من ست كلمات ، مبتدأ وخبر ، كما يصفها النحاة ، لكنها اختصرت المنهج القويم للحياة الأفضل سواء بالنسبة للمجتمع ككل الذي يريد أن يكون مجتمعا مثاليا، أبناؤه كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .أو بالنسبة للأفراد الذين يسعى كل فرد فيهم إلى الكمال الذي من شأنه أن يكون خير الناس عند الله الذي خلق فسوى ثم قدر فهدى فليس أمامهم بعد إيمانهم بالخالق إلا طريق واحد وهو نفع الآخرين
وهذه الجملة البليغة الجامعة مجتزئة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي مجامع الكلم ونصه: ” أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ “
هذه المقدمة ضرورية للحديث عن مبادرة من أهم المبادرات في مجتمعنا دعا إليها أحد الشباب الواعد والذي تمتلىء به أرض مصر الولادة وهو الدكتور ابراهيم إسماعيل فرج خبير الإدارة والتخطيط تحت شعار مبادرة أنفعهم للناس وذلك لدعم الوطن والموطن ووتلبية لدعوة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأهمية دور مؤسسات المجمتع المدني في دفع عجلة التنمية ومساندة الحكومة وتخفيف الأعباء عنها قدر المستطاع ولحبه لوطنه وتقديره للقانون سعى لإشهار مؤسسة أنفعهم للناس لدعم الدولة المصرية والمواطن البسيط والتي ستكون تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعي
وما إن دعا هذا الشباب الفذ إلى هذه المبادرة وأنشأ لها جروب عبر الواتس أب حتى تقاطر إليه الخيرون من كل أنحاء الجمهورية يعرضون المشاركة في نفع الناس كل في تخصصه من أطباء ومهندسين ومحامين وأساتذة جامعة وشخصيات عامه وأعضاء برلمان وصحفيين وتقاطر إليه أصحاب الحاجات فوجدوا إخلاصا من أولئك الذين وهبوا أنفسهم لخدمة الناس ونفعهم لينالوا الدرجة العالية ألا وهي: “أحب الناس إلى الله ” ويكونوا في ظهر مجتمعهم ووطنهم في ظروف اقتصادية دولية قاسية على الجميع . فما أن تعرض المشكلة حتى نجد الطبيب المعالج والخير الذي يقدم العلاج والمسئول الي يحل المشكلة الإدارية ويذلل العقبات في كل المجالات ومن يقم النصح ويوجه إلى الصواب
هذا التكاتف يضع يدنا على جوهر مجتمع لم يتغير منذ أن اكتشف لأول مرة الزراعة على ضفاف نيلنا الخالد ويؤكد ما أخبرنا به رسولنا صلوات الله وسلامه عليه بأن الخير فيه وفيما جاء به صلوات الله وسلامه عليه وفي أمته إلى يوم القيامة. وهو أمر يبعث في النفوس الأمل مها كانت الأزمات ويثبت أننا قادرون على التحدي من خلال التكاتف والتآزر الذي أخبرنا به رسولنا في حديث الجسد الواحد

ads

التعليقات مغلقة.