التنمر المدرسي: ظاهرة تهدد البيئة التعلي" />

رئيس التحرير

التنمر المدرسي: ظاهرة تهدد البيئة التعليمية الآمنة

الأحد 09-11-2025 19:14

التنمر المدرسي: ظاهرة تهدد البيئة التعليمية الآمنة

كتب رشا عبدالباري اسيوط

يُعدّ التنمر المدرسي من أخطر الظواهر السلوكي السلبية التي تنتشر في البيئة التعليمية، وهو شكل من أشكال العنف المتعمد والمتكرر الذي يمارسه طالب أو مجموعة من الطلاب ضد طالب آخر، ويكون قائمًا على اختلال في موازين القوة بين المتنمر والضحية. هذه الظاهرة لا تقتصر آثارها على الضحية فحسب، بل تمتد لتشمل المتنمر والمجتمع المدرسي بأكمله، مما يهدد بجعل المدرسة بيئة غير آمنة وغير صحية للنمو والتعلم.
تعريف وأشكال التنمر المدرسي
يُعرف التنمر بأنه سلوك عدواني يتسم بالتكرار والقصدية لإلحاق الأذى بالآخرين جسديًا أو لفظيًا أو نفسيًا، مع إحساس المتنمر بالتفوق والسيطرة. ويتخذ التنمر أشكالًا متعددة، أبرزها:
التنمر اللفظي: مثل الشتائم، السخرية، الاستفزاز، أو إطلاق الألقاب المسيئة.
التنمر الجسدي: كالضرب، الدفع، الركل، أو الإتلاف المتعمد للممتلكات.
التنمر الاجتماعي (العلاقاتي): كالعزل الاجتماعي المتعمد، نشر الشائعات، أو التهديد بتخريب الصداقات.
التنمر الإلكتروني: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت لإرسال رسائل مؤذية أو نشر معلومات أو صور محرجة عن الضحية.

أسباب التنمر ودوافعه
تتعدد الأسباب وراء لجوء بعض الطلاب إلى سلوك التنمر، وتشمل عوامل شخصية، أسرية، ومدرسية:
عوامل شخصية للمتنمر: قد يكون المتنمر قد تعرض للتنمر مسبقًا، أو يفتقر إلى الشعور بالأمان، أو يسعى لاكتساب القوة والشعبية أو جذب الانتباه بطريقة سلبية.
عوامل أسرية: إهمال الوالدين، أو العنف الأسري، أو الفشل في تقويم السلوكيات العدوانية للطفل في المنزل.
عوامل مدرسية وبيئية: غياب الرادع والعقاب المناسب، ضعف الإشراف على الطلاب في الساحات والممرات، أو انتشار ثقافة تتسامح مع السلوك العدواني.

الآثار الخطيرة للتنمر
تترك ممارسة التنمر بصمات عميقة وسلبية على جميع الأطراف، ولكنها تكون أشد وطأة على الضحية:
على الضحية:
نفسيًا: الشعور بالقلق، الاكتئاب، فقدان الثقة بالنفس، الخوف المستمر، وقد يصل الأمر إلى محاولات إيذاء الذات.
أكاديميًا: تراجع المستوى الدراسي، فقدان التركيز، وكثرة الغياب أو التسرب من المدرسة خوفًا من مواجهة المتنمر.
اجتماعيًا: الانسحاب الاجتماعي، العزلة، وصعوبة تكوين علاقات صحية.
على المتنمر: قد يتطور السلوك العدواني إلى ارتكاب جرائم في المستقبل، وصعوبة الاندماج في علاقات صحية، والفشل في الاستمرار بوظائف مستقرة.
على البيئة المدرسية: خلق جو من التوتر وعدم الأمان، مما يعيق العملية التعليمية بشكل عام.
🛡️ استراتيجيات المواجهة والوقاية
تتطلب مكافحة التنمر المدرسي جهودًا مشتركة ومتكاملة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع:
دور المدرسة:
وضع سياسات واضحة وصارمة ضد التنمر مع آليات عقاب رادعة وممنهجة.
تفعيل دور المرشد الطلابي والأخصائي النفسي لتقديم الدعم للضحايا ومعالجة سلوك المتنمرين.
تنفيذ برامج توعية منتظمة للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور حول مخاطر التنمر وكيفية اكتشاف علاماته.
دور الأسرة:
المراقبة والحوار: الانتباه لأي تغيير في سلوك الطفل (سواء كان ضحية أو متنمرًا) وفتح قنوات الاتصال معه.
النموذج الإيجابي: تعليم الطفل كيفية حل النزاعات بأساليب غير عنيفة وغرس قيم الاحترام والتعاطف.
دور الطالب (المتفرج):
تشجيع الطلاب على عدم تجاهل التنمر وتقديم الدعم للضحية، والإبلاغ عن أي حالة تنمر يشهدونها

خاتمة
التنمر المدرسي ليس مجرد “مزحة طفولية” بل هو آفة اجتماعية تتطلب تدخلاً جادًا ومدروسًا. من خلال التعاون الفعال بين جميع أركان العملية التعليمية، يمكننا تحويل المدارس إلى أماكن آمنة ومحفزة، تضمن لكل طالب الحق في التعلم والنمو بسلام وكرامة.
هل تود أن أركز على جانب معين من التنمر المدرسي، مثل أنواع التدخل أو علامات اكتشافه لدى الأطفال، أو

ads

التعليقات مغلقة.

أخر الاخبار