رغم الغياب.. عادو

بقلم محمد على

رغم غياب المقاعد، ورغم أنقاض الفصول وجدران المدارس المهدّمة، عاد أطفال غزة إلى مقاعدٍ من الصبر، ودروسٍ من الأمل، وأوراقٍ كُتبت بدموعٍ لا تُطفئ نور العلم.عامان من الحرب، ولم تُطفئ القنابل في قلوبهم شغف المعرفة،

ولم تُخرس أصوات الطائرات أحلامهم الصغيرة التي تحلّق في سماء الغد.عادوا لمدارس الأونروا يحملون دفاترهم الممزقة، وابتساماتٍ تُقاوم الألم، وقلوبًا تُعلّم العالم أن التعليم ليس مبنى.. بل رسالة.

أن القلم قد يكون سلاحًا، وأن الطفل الذي يكتب اسمه في دفترٍ مهترئ، إنما يكتب شهادة صمودٍ أمام التاريخ.يا أولياء الأمور… علّموا أبناءكم أن أطفال غزة، الذين فقدوا مقاعدهم، لم يفقدوا عزيمتهم.علّموهم أن الإرادة تصنع المعجزات،

وأن العلم نورٌ لا تطفئه الحروب، ولا تنال منه الدمار.فهؤلاء الصغار الذين يدرسون بين الركام، يرسلون للعالم درسًا أعظم من كل الدروس:أن الأمل حين يسكن القلوب، يُعيد للحياة معناها…وأن التعليم في غزة، ليس مجرد حق،

بل صمود وكرامة.أسرة حضانة فرسان الغدتؤمن أن غرس حبّ العلم في قلوب الأطفال هو أول طريق البناء…وأن ما يفعله أطفال غزة اليوم، هو أبلغ دروس الحياة في الثبات والإيمان بالمستقبل