بقلم :حسين قرابصة .. عضو الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال فلسطين

في مرحلة تتكاثر فيها المؤامرات على الأمة العربية، وتزداد فيها مصالح وهيمنة الإمبريالية العالمية وحلفائها الصهاينة ، تتجلى محاولات تصفية القضية الفلسطينية وفرض مشاريع صهيو–أمريكية تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة. وفي خضم هذه الهجمة الشرسة، تبرز مسؤولية الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كحصن منيع وسور شامخ والمنبر الحي في وجه هذه التحديات.

لقد كان الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، على مدار عقود، ومازال حجر الزاوية والبيت الجامع لكل العمال العرب من المحيط إلى الخليج، وحقق إنجازات نقابية ووطنية وقومية واممية جعلته أحد أهم أعمدة المقاومة والصمود في مواجهة أعداء الأمة. ومن هنا، تبرز ضرورة توحيد الصفوف والطاقات للحفاظ على وحدة الاتحاد ودوره ، وإفشال كل الأجندات التي تسعى لتقسيم العمل النقابي العربي.

إن الدفاع عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ليس مجرد قضية نقابية، بل هو موقف وطني وقومي واممي يرتبط مباشرة بالدفاع عن الأرض والإنسان ، وفلسطين والحرية، والعدالة الاجتماعية. فالطبقة العاملة العربية، بوعيها وانتمائها الوطني والقومي والاممي ، تدرك أن الصراع مع الاستعمار والاحتلال معركة وجود ومصير، وأن وحدة الصف العربي ليست شعارًا ، بل هي ركيزة أساسية لحماية الحقوق وصون الكرامة.

ويعزز الاتحاد مواقفه القومية من خلال علاقاته الراسخة مع اتحاد النقابات العالمي، في إطار من التضامن الأممي والعمل المشترك، إدراكًا منه أن النضال العمالي لا ينفصل عن النضال ضد الإمبريالية والرأسمالية المتوحشة. هذه الشراكة الكفاحية تعكس وحدة الهدف والمصير في الدفاع عن حقوق العمال والحريات من الاستعمار وهيمنته .

إن وحدة العمال العرب هي الصخرة التي تتحطم عليها كل المشاريع والافكار والأجندات المكشوفة ، والراية التي ستظل خفاقة في سماء النضال العربي إلى الأبد ضد الاستعمار والاحتلال .